يعرف التحليل الأساسى بشكل عام بأنه مجموعة من الأدوات والملاحظات التى تستند على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والعالمية والإقليمية التى تختلف من دولة لأخرى والتى تؤثر على قوى العرض والطلب من العملات والسلع والأسهم.
بالنسبة لسوق الفوركس فهو يعتبر منهج للنظر فى السوق من خلال تحليل للقوى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التى قد تؤثر على معدلات العرض والطلب على الأصول، الفكرة الكامنة وراء هذا النوع من التحليل هى أنه إذا كانت التوقعات الحالية والمستقبلية للبلد جيدة فإن عملته سوف تقوى، وكلما كان اقتصاد الدولة قوى وأفضل كلما استثمرت الشركات الأجنبية والمستثمرون فى هذه الدولة والناتج النهائى تزايد معدلات شراء العملة للحصول على تلك الأصول.
على سبيل المثال: نفترض أن الدولار الأمريكى اكتسب قوة بسبب تحسن الاقتصاد الأمريكى، ومع تحسن الاقتصاد قد تكون هناك حاجة إلى رفع أسعار الفائدة للسيطرة على معدلات النمو والتضخم، وبهذا فإن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل الأصول المالية المقومة بالدولار أكثر جاذبية ومن أجل الحصول على هذه الأصول يلزم شراء العملة الخضراء أولا وبالتالى ينتج عن ذلك زيادة قيمة الدولار.
هناك العديد من التجار الذين يستخدموا كل من الأساليب التقنية والأساسية لتحديد متى وأين تضع الصفقات ولكن هناك البعض الذين يميلوا لتفضيل واحد على الآخر، ومع ذلك إذا كنت ترغب فى استخدام التحليل الأساسى فقط فهناك عدة أسباب مختلفة لاختياره:
البنوك المركزية
من المرجح أن تكون البنوك المركزية من الأسباب التى تؤثر على التحليل الأساسى ، فهناك قائمة من الاجراءات التى يمكن أن تتخذها البنوك المركزية حيث يمكنها رفع أسعار الفائدة وتخفضها حتى المنطقة السلبية أو تبقيها عند مستوياتها كما لديها امكانية ادخال سياسات غير تقليدية أو اعادة تقييم العملة، وكثيرًا ما يكون التحليل الأساسى للبنوك المركزية عملية ملحة من خلال البيانات والخطب من قبل المصرفيين المركزيين فى محاولة للتنبؤ بخطوتهم المقبلة.
البيانات والأخبار الاقتصادية
يمكن أن تكون البيانات والأخبار الاقتصادية تحديًا قويًا لأنه يحرك السوق بطريقة عنيفة عقب ظهور بيانات اقتصادية هامة، كثير من المستثمرين يميلوا إلى اجماع توقعات الخبراء لأنها فى الغالب تكون صائبة، وتعكس البيانات والمؤشرات الاقتصادية الحالة المالية والاقتصادية لاقتصاد الدولة بشكل عام، وعلى أساسه يُحدد المستثمر تداولاته.
التوترات الجيوسياسية
بعض الدول فى كثير من أنحاء العالم تتعرض لأزمات سياسية وصراعات وحروب فى بعض الأحيان كما أن تلك الصراعات تجر دول أخرى وبالتالى تتأثر هى أيضًا، وهذا بدوره يؤثر بشكل سلبى على السلع القابلة للتداول عن طريق تغيير قوى العرض والطلب على بعض المنتجات، فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدى النزاع فى الشرق الأوسط على فرض ضغوط على امدادات النفط مما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار وعلى العكس من ذلك فإن الهدوء النسبى فى هذه المنطقة يمكن أن يقلل من أسعار النفط، وبهذا يكون القدرة على التنبؤ بشكل صحيح لهذه الأحداث وكيف يمكن أن تكون قد تكون وسيلة للمضى قدمًا فى السوق مع منظور التحليل الأساسى الخاص بك.
التغيرات المناخية
هناك مجموعة متنوعة من الأحداث المتعلقة بالمناخ يمكن أن تتسبب فى تقلبات الأسعار، على سبيل المثال فى فصل الشتاء يمكن أن ترتفع تكلفة الغاز الطبيعى لتدفئة المنازل، كما أن التغيرات المناخية الأخرى مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف تؤثر أيضًا على قيمة السلع الأخرى القابلة للتداول وهذه الأحداث لا يمكننا التنبؤ بها.
