استمرار لسلسلة سيكولوجيا التداول من اكسنس , نتحدث فى هذه المقالة عن مشاعر الخوف التى تنتاب المتداول حيث تؤثر سلبيا على تحديد الهدف الاستثمارى والربحى للمتداول وتدفعه طول الوقت الى الانسحاب من السوق حتى في حالة قيامة بظبط صفقاته بشكل مدروس. تحرك السوق في إتجاه معاكس قد تصيبه بعدك الثقة والتراجع السريع.
الخوف قد يؤدي للتشكيك في كل شئ
التشكيك المستمر فى قدرة المتداول على الاستمرار فى الصفقة قد تجعل يختار خطة تداول غير مناسبة للتريند أو حالة السوق أو تجعل خطة غير متزنة وغير مكتملة. ليس هذا فقط ولكن الخوف قد يصيب قدرتك على التحليل الفنى في مقتل ويتسبب في ضعف قدرتك على تحديد أهدافك في السوق. الاعتماد على تحليلات غير منطقية تؤدى فى النهاية الى تسجيل خسائر.
الخوف والتداول السريع
يلعب الخوف دوراً معاكساً عند اتخاذ قرارات التداول، فبدلاً من أن نقوم بتداول على مدى زمنى محدد، نقوم بفتح موجات خاطفة من الصفقات ونغلقها بسرعة الضوء. يقنعنا الخوف بأن كل ما نفعله لن يأتي بأي أرباح على المدى البعيد مهما كانت قوة تحليلاتنا وحجم الدراسات والاعتبارات المستخدمة في صياغة طريقة التداول وبذلك لا يستطيع المتداول الذي يسيطر عليه الخوف الانتظار لمعرفة وضع التداول المربح ويفقد الرغبة في التصرف بناء على توقعات منطقية كما لا يستطيع معرفة الخسائر الناجمة عن الافتراضات الخاطئة وبذلك تستمر خسائره، وتكون النتيجة عادة مدمرة حيث أن الخوف يؤدي إلى اتخاذ المزيد من القرارات غير المنطقية ولا تحقق الأرباح إلا تداولات قليلة وينتهي الأمر بخسارة الرصيد بالكامل بسبب تداولات قليلة خاسرة يتمسك بها المتداول لفترة طويلة.
الفرق بين التحفظ والخوف
من الضروري التمييز بين التحفظ والخوف فالتحفظ عند اتخاذ قرارات التداول يُعد ممارسة جيدة ومعقولة، فالمتداول المتحفظ يشك في كل ما يسمعه لكن يظل مستعداً وقادراً على العمل عندما تؤكد الدراسة التي يجريها على تحقق أرباح و/أو مخاطر مربحة من تداول معين، أما المتداول الذي يسيطر عليه الخوف يميل إلى الشك ليس فقط في آراء الأخرين لكن في كل شيء وارد في تحليلاته، فهو لا يعرف ماذا يفعل وإلى أين يتجه وأي التداولات ينفذها وأيها يتجنبها لأن كل شيء بالنسبة له سواء، وحيث أنه لا يثق في تفكيره فهو لا يمتلك أي أدوات تساعده على فهم تطورات السوق أو تقييمها، وتكون النتيجة النهائية أقرب إلى مقامرة مرعبة ستؤدي حتماً إلى نتائج ضارة.
ولتجنب التأثير المدمر للخوف يجب أن ندرب أنفسنا على أن نجاح التداول لا يتحقق بخطوات عشوائية ويجب أن نقتنع بأننا خياراتنا تحكمنا لذا يجب أن يكون لدينا خطة واضحة نلتزم بها بإرادة من حديد دون أن نتأثر بالمشاعر الوجدانية المتطرفة وغير المنطقية لمن حولنا، ولا يتحقق ذلك إلا بتطبيق منهج تداول عقلاني وثابت ولا يمكن وضع هذا المنهج إلا بدرسة واعية ودقيقة، وهناك طريقة أخرى لتجنب قرارات التداول المبنية على الخوف وهي عدم المبالغة في قيمة رصيد التداول وعدم المخاطرة إلا بمبلغ لا يسعنا إلا أن نضحك عندما نخسره وأن نستمر في الحياة سعياً وراء الفرص في منحى أخر من مناحي الحياة.