امتدادا للسلسة التعليمية المتخصصة فى سيكولوجيا التداول من اكسنس, نتحدث فى هذه المقالة عن نشوة المكسب أو التفاؤل الزائد أثناء تداول الفوركس والتى يسببها التفكير والخطط الاستثمارية غير الواقعية أثناء التداول, الأمر الذى بؤدى الى خسائر كبيرة غير متوقعة نتيجة الافراط الشديد فى التفاؤل عند تحقيق مكاسب في البداية ودون تخطيط واضح على المدى البعيد وادارة جيدة لرأس المال.
تتربع النشوة على عرش الأخطاء الأكثر تأثيراُ على متداولي الفوركس فهي تعد بثروة طائلة ولكنها في الحقيقة لا تقدم سوى بؤس وخسارة نتيجة المبالغة، تعمل النشوة جاهدة لتجعلنا لا نرى أي شيء سوى التوقعات رائعة بمواصلة جتي أرباح لا حصر لها، وتجعل المتداول يشعر كما لو كان مباركاً بلمسة الملك ميداس والتي تجعله يشعر بأن النجاح سيكون هو النتيجة الطبيعية لأدائه العادي.
لا تؤثر النشوة كثيراً على معظم المتداولين في الأحوال العادية لأن معظمهم يدركون أن نجاح تداولات الفوركس ليس لعبة أطفال، فبالرغم من أن تحقيق أرباح هائلة خلال فترة زمنية قصيرة أمراً محتملاً في بعض الأحيان لكن تكون هذه الأرباح نتاج فترة طويلة من الدراسة والممارسة وتتأكد مراراً وتكراراً خلال هذه الفترة أن الوعود الكاذبة للنشوة لا قيمة لها، وبالنسبة للمبتدئين الذين لا يدركون أهمية العمل الجاد والدراسة فقد تدفعهم النشوة للدخول في حلقة من التداولات المربحة حيث أن المتداول يدرك تدريجياً أنه لا يمكن أن يخطئ في فهم الأسواق وأن تحليلاته لا يمكن أن تكون معيبة.
كيف تتجنب تلك المشكلة؟
الحل الرئيسي هنا هو إدراك الشرط الأول لإعداد تحليل بدون عيوب هو افتراض أنه لايوجد تحليل بدون عيوب، وبالتالي يميل المحلل أو المتداول الناجح دائماً إلى الشك في قيمة تفسيراته ومع ذلك لا يتردد في تعديلها لأنه لا يعمل إلا بناء على المنطق وحده، واحتمال تحقيق الأرباح من التداول القادم لا صلة له بحجم الأرباح التي تحققت من التداول السابق، وبناء عليه لاداعي للتحمس إذا استطعت تحقيق سلسلة من الأرباح فقد يكون التدوال القادم مربحاً وقد يكون غير مربحاً ويعتمد ذلك على دراستنا الدقيقة للسوق.
لذا أفضل طريقة لتجنب النشوة هي إدراك أن سلسلة من المكاسب أو الخسائر لا تؤثر على نتيجة التدوالات القادمة فنجاح التداول القادم أو إخفاقه لا يعتمد إلا على مدى قدرتنا على إبعاد عواطفنا عند دراسة الأسواق وهذا هو سر إعداد استراتيجية تداول ناجحة.
السلسلة التعليمية المتخصصة فى سيكولوجيا التداول:
سيكولوجيا التداول وكيفية التحكم في العواطف: الجزء الثانى – الخوف