اصبح واضحا للعيان أن الاقتصاد التركي يعاني مؤخرا من أزمات حقيقية ظهرت نتائجها في صورة مؤشرات اقتصادية سلبية في البلاد، ما أنعكس بدوره على العملة التركية الليرة والتي تواصل الهبوط منذ فترة ليست بالقصيرة أمام الدولار الأمريكي. فما سبب ذلك؟ وما هي الأخبار الاقتصادية السلبية التي عصفت بالاقتصاد التركي مؤخرا؟ وهل تشهد الليرة تحسنا اليوم الجمعة أمام الدولار الأمريكي وسلة العملات بسبب الأخبار الاقتصادية المنتظرة؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا عن تداول الليرة التركية اليوم.
سجلت الليرة التركية الشهر الماضي أسوأ أداء على مستوى العملات بالعالم، إذ فقدت ما يربو على 6.6 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي.
ورغم هذا الأداء السلبي، أبقى البنك المركزي توقعاته الخاصة بالتضخم دون تعديل لهذه السنة والسنة المقبلة، عند حدود 14.6 و8.2 بالمئة على التوالي. ومن العقبات التي تحول دون تراجع التضخم في تركيا وفق خبراء اقتصاديين، عدم وجود آلية واضحة في مراقبة أسعار المواد الغذائية وضبطها، إذ تضخمت أسعار تلك المواد في الربع الأول من العام الجاري لما يقارب 30 بالمئة، أي ما يمثل تقريبا ضعف تقديرات البنك المركزي.
أظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي، الثلاثاء الماضي 28 مايو 2019 ، تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية في البلاد إلى 77.5 نقطة لشهر مايو، لينزل 8.5 بالمئة عن مستوى الشهر السابق والذي كان عند 84.7، مسجلا أدنى قراءة له منذ أكتوبر.
وينبئ المؤشر بنظرة اقتصادية متفائلة عندما يتجاوز المئة نقطة، وبنظرة متشائمة دون ذلك. ما يعني أن القراءة المسجلة للمؤشر الأسبوع الماضي تعد سلبية للاقتصاد التركي ومؤثرة بالسلب على العملة التركية الليرة.
أعلنت مؤخرا وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تركيا لن تستطيع تحقيق المستويات المستهدفة في خطتها للترسيخ المالي في العامين 2018 و2019 بسبب تأثير الاقتصاد الضعيف على الإيرادات.
وأكدت الوكالة أن النظرة المستقبلية لـ”الاقتصاد التركي” سلبية، مع إبقاء التصنيف الائتماني عند (BB). كما أضافت أن السياسة النقدية لتركيا أثبتت لفترة طويلة أنها غير قادرة على تثبيت التضخم عند مستويات في خانة الآحاد.
بالنظر إلى الرسم البياني التالي للدولار الأمريكي أمام الليرة التركية على الإطار الزمني اليومي Daily نستطيع بوضوح ملاحظة الاتجاه العام الصاعد للدولار الأمريكي وهو ما يبين مدى الضعف الشديد الذي وقعت فيه الليرة التركية مؤخرا، كما نشاهد وجود ارتداد تصحيحي وتداول السعر بالقرب من منطقة الطلب المتمثلة حول سعر 5.8390
من المتوقع أن يعاود السعر صعوده من هذه المنطقة، أما إذا كسر المنطقة قد يذهب إلى منطقة الدعم التالية حول مستويات 5.620 كما توضح الرسم البياني:
أيا كان اتجاه الليرة خلال الأسابيع القادمة، يمكن على المتداول اليومي أن يحقق صفقات ناجحة. ولكن من اللازم أن يتذكر أن الليرة بالطبع ليست من العملات المستقرة سعرا. يتم اذن أي تداول عليها باستدخدام ارشادات لادارة المخاطر.
ان تداول عقود الفروقات يشمل خطورة.