إن حالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية تدفع المستثمرين إلى اللجوء للاستثمارات الآمنة وفي مقدمتهم الذهب. تداول الذهب كعقود ايضا مرتبطة بعدم الاستقرار في بعض الاسواق.
يعتبر الذهب الملاذ الآمن الأول للمستثمرين خلال أوقات تقلبات السوق وارتفاع معدلات التضخم، فمنذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 لجأ المستثمرون إلى الاستثمار في الذهب مما جعله أحد الأسواق الأكثر موثوقية في العقد الماضي. مع ذلك فقد الذهب الكثير من بريقه خلال عام 2018.
بالرغم من أن العام الماضي كان مليئًا بالكثير من الاضطرابات في اقتصادات الدول الناشئة والتوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن المعادن التي تعمل تقليديًا كملاذ أمن لم تجتذب الاستثمارات.
في شهر آب/أغسطس هبطت أسعار الذهب إلى ما دون المستوى النفسية الهام 1200 دولار للأونصة مسجلًا أدنى مستوى منذ أكثر من عامين ونصف. سجل ايضا أسوأ سلسلة خسائر منذ عام 2013، حيث فقدت الأسعار نحو 12% من قيمتها منذ نيسان/أبريل.
يلقي الكثيرين اللوم على الدولار الأمريكي الذي اكتسب قوة كبيرة غير متوقعة على مدار العام الماضي بالإضافة إلى قيام البنك الاحتياطي برفع أسعار الفائدة أربع مرات على التوالي.
لقد كان الاستثمار في الذهب ضعيف لفترة طويلة من العام الماضي حتى الخسارة الكبيرة التي سجلها في آب/أغسطس، ثم بدأ يستعيد بعض بريقه خاصة مع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر حيث سجل أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر مدفوعًا بمجموعة من القضايا السياسية التي تلوح في الأفق. منها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتوترات الأمريكية السعودية وتعنت إيطاليا بشأن تغيير ميزانيتها. بدأ المستثمرون يسارعون إلى الأصول التقليدية الآمنة مرة أخرى.
منذ ذلك الحين ظلت الأسعار ثابتة حتى ارتفع في شهر كانون الأول/ديسمبر 2018 لأعلى مستوياته في خمسة أشهر ليكسر مستوى 1250 دولار، مدعومًا من تراجع الدولار الأمريكي وتراجع التوقعات بقيام البنك الاحتياطي برفع أسعار الفائدة خلال عام 2019 مما يضئ جاذبية الذهب.
إن السبب الرئيسي في الخسائر التي لحقت بالذهب خلال عام 2018 هي السياسة النقدية المتشددة التي اعتمدها البنك الاحتياطي الفيدرالي.
في عام 2019 من المحتمل أن يتألق المعدن الأصفر أكثر، حيث أن في خضم المخاوف من الحرب التجارية العالمية وعدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمخاوف حول الاقتصاد الأمريكي لا تزال أصول الملاذ الأمن مدعومة بشكل جيد في هذه البيئة، إلى جانب تلك التعليقات الأخيرة لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” حول تغيير المسار المحتمل لأسعار الفائدة خلال عام 2019.
وسيكون مفتاح سوق الذهب هو المسار المستقبلي لزيادات أسعار الفائدة، حيث تميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى تعزيز الدولار الأمريكي الذي يعزز من عوائد السندات مما يضغط على أسعار الذهب. هذا من خلال زيادة تكلف الفرصة البديلة والعكس. تشير أغلب التوقعات بأن البنك الاحتياطي سيقلص من وتيرة رفع أسعار الفائدة بما سيكون فرصة رائعة للذهب للارتفاع.
ربما يشهد عام 2019 ارتفاعَا في أسعار الذهب وذلك مع اقبال المستثمرين على طلب الملاذ الآمن في ضوء المخاوف المتزايدة من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. هذا مع بدء ظهور تشققات في الاقتصاد الأمريكي خاصة وأن أسواق الأسهم الأمريكية تسير نحو تسجيل أسوأ أداء خلال عقد من الزمن. فضلا أن ذلك قطاع الإسكان الذي يقيس الحالة الاقتصادية للدولة يُظهر بعض الشواغل الخطيرة بسبب بعض البيانات الفاترة في الفترة الاخيرة. من المحتمل اذن أن هذه الصورة العامة ستستمر في تداول الذهب الا اذا تغيرت اساس الاسعار بشكل فاجئ.
هل سيستمر صعود الذهب؟ افتح حسابا الان واستعد!
ان تداول عقود الفروقات يشمل خطورة.
هذه مدونة رسمية تابعة لشركة Exness Limited التي تدير موقع Exness.com. هذا المنشور هو عبارة عن مادة تسويقية ولا يعتبر بمثابة نصيحة أو بحث استثماري. ويمثل مضمونه الآراء العامة لخبرائنا ولا يأخذ بعين الاعتبار الظروف الشخصية للقراء أو خبرتهم الاستثمارية أو وضعهم المالي الراهن. تُعد العقود على الفروقات منتجات مرفوعة مالياَ. التداول في العقود على الفروقات تحمل مستوي مخاطر كبير ولهذا قد لا تناسب جميع المستثمرين. ويمكن أن تزيد القيمة الاستثمارية وتنخفض وقد يخسر المستثمرون كل رأس مالهم المُستثمَر. ولا تتحمل الشركة تحت أي ظرف من الظروف أي مسؤولية تجاه أي شخص أو كيان نتيجة لأي خسارة أو ضرر كلي أو جزئي ينشأ، أو قد ينتج عن، أو يكون متعلقًا بأي تعاملات ذات صلة بالعقود على الفروقات.