ارتفع الجنيه الإسترليني أمام اليورو خلال تعاملات يوم الثلاثاء الماضي ليسجل أعلى مستوياته في سبعة أشهر عند 1.1502 يورو لكل 1 جنيه إسترليني، كما ارتفع أمام الدولار الأمريكي بنسبة 1.4% ليتداول فوق مستوى 1.30 دولار، عقب ورود أخبار عن توصل الحكومة البريطانية إلى مسودة صفقة البريكسيت مع الاتحاد الأوروبي قبيل الانفصال النهائي الذي سيتم في آذار/مارس القادم.
وعلى الرغم من أن الجدل السياسي والنقاش حول التفاصيل الدقيقة للصفقة سيحدثان خلال الأيام القليلة المقبلة إلا أن الجنيه الإسترليني تفاعل بشكل ايجابي مع الأخبار المتفائلة بعد أشهر من حالة من عدم اليقين والغموض الملتف حول المفاوضات.
ان تداول عقود الفروقات يشمل خطورة.
تمكنت رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” يوم الثلاثاء الماضي من التوصل إلى مسودة اتفاق الانفصال مع الاتحاد الأوروبي الأمر الذى من شأنه سيساعد على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بطريقة سلسة ومنظمة ويبعدها عن الفوضوية. ولكن ما زال يواجه رئيسة الوزراء نقاش ومعارضة في مجلس الشعب البريطاني. وقد حذر كبير مفوضي الاتحاد الأوروبي “ميشيل بارنييه” من أن الطريق لا يزال طويلًا أمام بريطانيا وربما قد يكون صعبًا ولكنه سيضمن تحقيق انفصال سلس لها.
وقد لاقت تيريزا ماي انتقادات موسعة داخل البرلمان وبعض وزراء الحكومة الأمر الذي أدى إلى تقديم العديد من قيادات الحكومة البريطانية ونائب رئيس حزب المحافظين استقالتهم احتجاجًا على خطة ماي للانفصال عن الاتحاد الأوروبي حيث اتهمها أنصار خروج بريطانيا بالاستسلام إلى الاتحاد الأوروبي. على أعقاب هذه الأخبار السلبية هبط الجنيه الإسترليني بنحو 2% أمام الدولار الأمريكي قبل أن يعود للتعافي مرة أخرى.
وقال وزير شئون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي السابق “دومينيك راب” أنه غير راضي على البنود المقترحة لصفقة الانفصال لأنها غير كافية ولا تفي بالوعود التي قدمها الحزب الحاكم للبلاد أثناء حملته الانتخابية خلال العام الماضى. وايضا أثارت تلك الاضطرابات في بريطانيا الكثير من الشكوك حول طريقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى في آذار/مارس.
تراجعت العملة الملكية بنحو 13% أمام الدولار الأمريكي منذ أن صوتت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016. منذ ذلك الحين استمرت التقلبات والمفاوضات للحصول على اتفاق نهائي يضمن الخروج السلس والمنظم لبريطانيا ويجنبها من الفوضوية، وقد يؤدي الفشل في الحصول على صفقة أو دعم البرلمان البريطاني للاتفاق المبدئي إلى انخفاض الجنيه الإسترليني نحو 1.20 دولار .في حين موافقة المشرعين قد يقود الجنيه إلى الارتفاع والوصول إلى مستوى 1.40 دولار.
من جهة أخرى دفعت قوة اليورو والجنيه الإسترليني الناتجة عن تفاؤل الأسواق بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بطريقة سلسة لجني الأرباح في الدولار الأمريكي الذى سجل أعلى مستوياته في 16 شهر أمام العديد من العملات. ولكن أدى الغموض الذي يكتنف شروط البريكسيت إلى الحد من مكاسب العملتين حيث أن الصفقة مطلوبة لإبقاء العمل مفتوحًا بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
ويرى الخبراء أن المعنويات الصاعدة في الأسواق ترجع بالتأكيد إلى الباوند لكننا بحاجة إلى رؤية التفاصيل الدقيقة لمشروع الاتفاق وما يحتاج إلى دعم من وزرائه. لا يزال هناك مجال واسع لمزيد من الارتفاع للجنيه الإسترليني ولكن من الحكمة الانتظار حتى تظهر الصورة بوضوح.
ارتفاعا ام هبوطا؟ مهما الاتجاه، استفد من تحركات الجنيه الاسترليني قبيل صفقة البريكست مع اكسنس!
ان تداول عقود الفروقات يشمل خطورة.