التصحيح correction هو التراجع الذي يمكن ملاحظته بوضوح في الأسعار بعد زخم في الإتجاه. بمعنى آخر، هو تراجع السعر في اتجاه معاكس للاتجاه الذي يسلكه رمز العملة على سبيل المثال. هذا التراجع (التصحيح) يكون بشكل مؤقت في العادة، ثم يعود السعر مرة أخرى للاتجاه الذي كان يسير فيه. موضوعنا اليوم التصحيح وأنواعه في التداول.
في هذا المقال نلقي الضوء على مفهوم التصحيح في الأسواق المالية والمشتقات وأهم أنواعه وكيفية التداول عليه، حتى نفهم لماذا يقوم السعر بالتصحيح وكيف يمكن التعامل مع التصحيح بأفضل القرارات الممكنة في التداول.
التصحيح هو أحد أهم وأشهر أنواع السلوك السعري في الأسواق المالية بشكل عام بما في ذلك سوق الفوركس والمشتقات. يسمى أيضا (الارتداد) وهو في الحقيقة من أهم مصطلحات التداول في سوق الأسهم (بورصة الأسهم) نظرا لاعتماد الكثير من استراتيجيات التداول هناك على مفهوم التصحيح وبدايته وانتهاءه. في سوق الفوركس والمشتقات، يعتبر التصحيح من أهم أنواع السلوك السعري أيضا، فهو بمثابة تراجع مؤقت في الأسعار عن الاتجاه العام الذي يسلكه رمز العملة أو المعدن. يحدث التصحيح بشكل دائم وفي كل وقت، لأن السعر لا يسير في اتجاه ثابت دائما.
على سبيل المثال، إذا كان رمز العملة EURUSD يسير في اتجاه صاعد على الإطار الزمني H4 لمدة 5 أيام، نتوقع في أي لحظة أن يهبط رمز العملة ولو لمدة بضع ساعات ثم يعود مرة أخرى للصعود. هذا الهبوط المؤقت يسمى “تصحيح”.
تصحيح قصير المدى: هو قيام السعر بالتراجع والارتداد عن الاتجاه الذي يسير فيه لفترة قصيرة تتراوح بين دقائق إلى ساعات خلال اليوم الواحد. يمكن ملاحظة التصحيح قصير المدى على الأطر الزمنية من M1 (الدقيقة) إلى H1 (الساعة).
تصحيح متوسط المدى: هو تراجع السعر عن الاتجاه العام لفترة تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام خلال الأسبوع الواحد. يمكن ملاحظة التصحيح متوسط المدى على الأطر الزمنية من H1 إلى D1.
تصحيح طويل المدى: هو أطول انواع الارتدادات التي يمكن أن يسلكها السعر، حيث يحيد السعر عن الاتجاه العام لعدة ايام وقد تمتد لعدة أسابيع قبل أن يعود مرة أخرى للاتجاه العام الذي يسلكه. يمكن ملاحظة التصحيح طويل المدى على الأطر الزمنية من D1 إلى W1 وقد يمتد التصحيح لعدة شهور أيضا ما لم يكسر السعر الاتجاه العام ويثبت تغيير اتجاهه.
هناك الكثير من الطرق والاستراتيجيات التي تشرح كيفية التداول على التصحيح وجني بعض المكاسب من الحركة الارتدادية المؤقتة للأسعار. منها على سبيل المثال:
نلاحظ الاتجاه الصاعد لرمز العملة CADJPY وقد بدأ التصحيح هبوطا نحو مستوى 38.2% فيبوناتشي، وهو مستوى تصحيح يتوقع أن يعود السعر منه إلى الاتجاه العام مرة أخرى كما حدث بالفعل في الصورة أعلاه وبالتالي، يمكن الدخول في صفقة شراء من مستوى التصحيح المذكور.
يوضح الرسم البياني اتجاه هابط لرمز العملة EURCAD، ارتفع السعر لملامسة خط الاتجاه عند المنطقة المحددة بمربع التصحيح، ثم عاد للهبوط مرة أخرى لأن الاتجاه العام له مازال هابط. تكون فرصة الدخول بيع عند منطقة التصحيح بعد ملامسة خط الاتجاه.
فرص التداول الواضحة في هذه القناة الهابطة اعتمادا علي التصحيحات، تكون اما الدخول شراء من مناطق التصحيح المحددة التي يلامس فيها السعر الحد السفلي للقناة، أو الدخول بيع عند مستويات نهاية التصحيح التي يلامس فيها السعر الحد العلوي للقناة ويعود مرة أخرى للاتجاه الهابط الرئيسي.
هذه كانت أبرز الطرق التي يمكن من خلالها التداول على التصحيح، على الرغم من وجود طرق وأساليب أخرى لكن يعد ما شرحناه هو الأكثر شيوعا بين المتداولين في الأسواق المالية بشكل عام وسوق الفوركس بشكل خاص.
احيانا قد تدخل عقد شراء أو بيع اعتمادا على طريقة التداول على التصحيح، لكن تغلق الصفقة على خسارة مفاجئة. أو أن التصحيح لم يكتمل وتلاحظ أن السعر قد انعكس وقام بتغيير اتجاهه من الاتجاه العام الصاعد مثلا إلى الهبوط المستمر. هنا ينتهي مفهوم التصحيح ويسمي ما حدث بالانعكاس.
الفرق بين التصحيح correction والانعكاس reversal هو أن التصحيح مجرد حركة مؤقتة معاكسة للاتجاه العام للسعر، ثم ما يلبث أن يعود السعر مجددا للاتجاه العام. أما الانعكاس فهو استمرار السعر في تغيير اتجاهه دون العودة للاتجاه العام. يمكن بسهولة التعرف على الانعكاس من خلال بعض الملاحظات الهامة وهي:
الآن وبعد أن تعرفت عن قرب على التصحيح وأنواعه في أسواق المشتقات وكيف يمكن التداول على التصحيح، وكذلك الفرق بين التصحيح والانعكاس، يفترض أنك قادرا على تطبيق ما تعلمته في هذا الشرح. اختبر مهارتك في التداول على التصحيح من خلال فتح حساب تداول تجريبي مع اكسنس.
ان تداول عقود الفروقات يشمل خطورة.