يشكل التحليل الأساسى الركيزة الرئيسية للعديد من استراتيجيات الاستثمار حيث يعد الأداة الهامة التى يمكن من خلالها التنبؤ بالتحركات المستقبلية لأى أصل مالى معتمدًا على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والعوامل التى تؤثر فيهما.
إن النظرية التى يرتكز عليها التحليل الأساسى هى أن سعر الأصل فى السوق يتحرك وفقًا لقيمته الجوهرية اعتمادًا على الأوضاع الاقتصادية للدولة أو المؤسسة التى ينتمى إليها الأصل وسياسات الحكومات والظروف الاجتماعية والمعيشية فى الدولة.
ويستلزم التحليل الأساسى منك كمتداول الكثير من البحث ويتطلب أيضًا المزيد من الوقت والمجهود أكثر من التحليل الفنى إذا كنت تتطلع إلى الاستثمار على المدى الطويل، ولا يقتصر استخدام التحليل الأساسى على أسواق العملات لكن يتم استخدامه على نطاق واسع فى أسواق الأسهم والعقود الآجلة وغيرها.
ماذا يفعل التحليل الأساسى فى سوق الفوركس؟
يهدف التحليل الأساسى إلى النظر لتأثير المؤشرات والعوامل الاقتصادية والأخبار السياسية التى يمكن أن تحدد سعر صرف العملات، ويتمثل التحليل الأساسى فى سوق الفوركس فى ثلاث محاور:
1 .عوامل اقتصادية
تتمثل العوامل الاقتصادية فى المؤشرات والبيانات الاقتصادية والتى تلعب دور رئيسى فى تحديد معنويات السوق، فهناك عدد من التقارير الاقتصادية التى يتم اصدراها خلال الشهر، وعادة ما يكون الجزء الأكثر ازدحامًا بالبيانات فى أول أسبوعين.
تتضمن المؤشرات الاقتصادية اجمالى الناتج المحلى ومؤشر أسعار المستهلكين وتقرير البطالة أو الوظائف مثل تقرير الوظائف بالقطاع غير الزراعى فى الولايات المتحدة.
وتعتبر الثلاثة مؤشرات السابقة هم أهم المؤشرات الاقتصادية التى لها تأثير مباشر وفعلى على أزواج العملات ولكنها تصدر فى الأسبوعين الأخيرين من الشهر، وتستند معظم البيانات الاقتصادية التى تم اعدادها على دراسات واستبيانات تعتبر مؤشرات مستقبلية.
يمكن أن تؤثر هذه المؤشرات على معنويات السوق ولكن إلى حد معين فقط، يحتاج المحلل الأساسى إلى معرفة المؤشرات القيادية والسابقة لمعرفة ما يحدث فى السوق.
2 .قرارات البنك المركزى
تعتبر اجتماعات صانعى السياسة النقدية فى البنوك المركزية واحدة من أهم الأحداث فى سوق الفوركس التى تؤثر على تحركات أسعار صرف العملات، حيث تتأثر بأسعار الفائدة وتوقعاتها.
يتم تحديد أسعار الفائدة من قبل مسؤولى البنك المركزى بناءً على تقييم للوضع الاقتصادى، ويعتمد قرار الفائدة بشكل رئيسى على معدل التضخم المستهدف من قبل البنك، كما يقدم البنك المركزى توجهات مستقبلية تساعد الأسواق على الاستعداد لأى اجراء نهائى من البنك المركزى.
يمكن للتوجيهات المستقبلية أن تلعب دور هام حيث تميل الأسواق إلى الارتفاع أو الهبوط بشكل نموذجى بناءً على ارشادات مستقبلية، فى بعض الأحيان يمكن أن تأتى هذه التحركات القوية فى السوق استنادًا على سوء تفسير للتوقعات أو فى بعض الأحيان تتوافق الأسواق بشكل صحيح مع خطابات البنك المركزى.
مثال على التحليل الأساسى:
فى الرسم السابق أعلاه مثال على الاتجاه الصعودى طويل المدى للدولار الأمريكى/ الدولار الكندى من الفترة 2012-2015، فنجد أن الزوج يرتفع بأكثر من 3000 نقطة، خلال هذا الوقت كان الاقتصاد الأمريكى ينمو بقوة وتركز أغلب النقاشات حول رفع أسعار الفائدة الأمريكية، وفى المقابل نجد أن سعر النفط كان ضعيفًا بما أثر سلبًا على الدولار الكندى المستند إلى السلع، وكانت النتيجة ترند صعود طويل المدى.
3 .عوامل أخرى
لا يقف التحليل الأساسى على المؤشرات والبيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية فقط، بل يتأثر أيضًا بالانتخابات السياسية والاجراءات التنظيمية للسلطات المالية والكوراث الطبيعية، إضافة إلى الحروب والتوترات الجيوسياسية.
فمثلًا: هوى الجنيه الإسترلينى بعد قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبى لأدنى مستوياته أمام الدولار الأمريكى منذ عام 1986 بينما تراجع أمام الين اليابانى بنحو 14%، كما تأثرت جميع الأسواق العالمية بشكل كبير بهذا القرار المصيرى.
وفى الفترة الأخيرة هبط سعر الدولار الأمريكى بقوة إزاء تزايد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة عقب اعلان الرئيس الأمريكى “دونالد ترامب” برفع التعريفة الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم.