مضى عامل كامل ملئ بالعديد من الأحداث الإقتصادية الهامة التى غيرت من مجريات الأمور كما أن تبعاتها ستظل تلاحق عام 2017، وفيما يلى نرصد أبرز وأهم تلك الأحداث التاريخية التى مر بها العالم خلال عام 2016 وكيف أثرت على الإقتصاد وشكلت تحركات البورصات والعملات في العالم.
الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وفوز دونالد ترامب
من أهم الأحداث التى طرأت فى هذا العام هو فوز دونالد ترامب فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية أمام منافسته هيلارى كلينتون بعكس ما كان متوقع وتعد تلك الإنتخابات الأقوى والأشرس فى تاريخ الولايات المتحدة، ولا يزال ترامب مهتمًا بتأسيس إدارته الجديدة حيث سيدلى الرئيس القسم وسيتقلد زمام الحكم فى بداية العام القادم، ومن ثم ستُؤخذ سياسته على محمل الجدية التى ستؤثر على العالم ككل.
هذا وقد تراجع الدولار الأمريكى بشكل حاد مقابل سلة من العملات الرئيسية وارتفعت أسعار الذهب عقب اعلان فوز دونالد ترامب , ولكن سرعان ما ارتفع الدولار الأمريكى مرة أخرى مستردا قوته خاصة بعد ان كانت قد ارتفعت توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية وهو الأمر الذى حدث بالفعل, حيث قام مجلس الاحتياطى الفيدرالى برفع أسعار الفائدة بنسبة %0,25 أساس مضافة الى نفس النسبة التى قام برفعها مجلس الاحتياطى أواخر العام الماضى 2015.
الإستفتاء البريطانى ومغادرة بريطانيا الإتحاد الأوروبى
قامت بريطانيا فى منتصف هذا العام بإجراء إستفتاء وصف بالتاريخى على بقائها فى الإتحاد أو مغادرته وقد أسفر عن خروجها من الإتحاد الأوروبى، وكانت تداعياته سلبية على الإقتصاد البريطانى حيث عانت بريطانيا عدة أشهر من التقلبات الإقتصادية والتى من الممكن أن تستمر حتى التنفيذ الفعلى للخروج فى شهر آذار/مارس القادم، كما أن نتائج الإستفتاء أثرت أيضًا سلبًا على الإتحاد الأوروبى الذى عانى من العديد من الأزمات الإقتصادية، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن دول الإتحاد تسير على نهج بريطانيا فى الإنفصال خاصة بعد عزم إيطاليا للتصويت على الإنسحاب من الإتحاد خلال الشهر المقبل.
وعقب نتيجة استفتاء بريطانيا , فقد انهار الجنيه الاسترلينى مقابل العملات الرئيسية والثانوية الأخرى , ليخسر أكثر من 11% من قيمته أمام الدولار الأمريكى خلال ساعات معدودة.
توصل منظمة أوبك إلى إتفاق نهائى لخفض الإنتاج
إستطاعت منظمة أوبك من إبرام الإتفاق النهائى لخفض مستويات الإنتاج مع منتجى النفط داخل وخارج المنظمة فيما يعد هذا الإتفاق بالتاريخى، وسيدخل الإتفاق حيز التنفيذ الفعلى فى بداية شهر كانون الثانى/يناير، ومن المتوقع أن يظهر تأثيره على أسعار النفط خلال العام المقبل.
وبناءا على هذا الاتفاق , فقد ارتفعت أسعار النفط الخام متخطية حاجز 50$ للبرميل والثبات اعلاه , الأمر الذى يشير الى مزيد من ارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر القليلة القادمة.
رؤية السعودية حتى عام 2030
أدى انهيار أسعار النفط الخام الى قيام السعودية بتغيير خططها الاقتصادية فى الاعتماد على دخلها من النفط الخام فقط وبدأت فى البحث عن موارد أخرى بديلة للنفط الخام , ومن هذا المنطلق جاءت رؤية 2030 والتى أطلقها ولى ولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان فى 25 أبريل 2016.
وقد ركزت هذه الرؤية على نقاط ثلاثة هامة (اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، وطن طموح) وتعتمد هذه الرؤية بشكل أساسى على تنويع مصادر الدخل السعودى ومحاولة الابتعاد عن النفط كمصدر رئيسى للدخل، وذلك من خلال رفع نسب الصادرات غير النفطية من 16% إلي 50% علي الأقل من إجمالى الناتج المحلى غير النفطى.
رفع العقوبات الدولية عن إيران
من أهم الأحداث التى وقعت فى بداية هذا العام هو رفع العقوبات الدولية عن إيران بشكل جزئى فى شهر شباط/فبراير، الأمر الذى أدى إلى تدفق الإستثمارات الخارجية على البلاد، حيث وقعت إيران إتفاقية مع شركة “Boeing” لشراء 80 طائرة ركاب بقيمة 16.6 مليون دولار، ومن المتوقع أن يشهد الإقتصاد الإيرانى تحسنًا خلال الفترة القادمة إذا لم يُغير دونالد ترامب موقفه من قرار رفع العقوبات على إيران.
وعقب قرار رفع العقوبات , انخفضت أسعار النفط الخام لتسجل $30 دولار للبرميل , حيث أن ايران تحاول رفع معدلات انتاج النفط الى ما قبل فترة العقوبات.
الحكومة المصرية تحاول إنعاش إقتصادها بقرار تعويم الجنيه
قامت الحكومة المصرية بإتخاذ قرارات صعبة خلال هذه السنة فى محاولة للحد من إنهيار إقتصادها وإنعاشه من أهمها هو تعويم الجنيه المصرى، هذا بالإضافة إلى الإعلان عن إنشاء جسر الملك سلمان الذى يربط بين السعودية ومصر، ومن المفترض أن يظهر تأثير تلك القرارات على الإقتصاد المصرى سواء كانت إيجابية أو سلبية خلال العام المقبل.
وقد أدى قرار تعويم الجنيه المصرى الى انهيار سعره مسجلا 18 جنيه لكل دولار أمريكى فى غضون ساعات من اعلان القرار.
الإنقلاب العسكرى الفاشل فى تركيا وتأثيره على ألإقتصاد التركى
فى شهر يوليو الماضى قامت عناصر من الجيش التركى بمحاولة الإنقلاب ولكن باءت المحاولة بالفشل، الأمر الذى جعل وكالات التصنيف الإئتمانى تخفض لتركيا تصنيفها الإئتمانى حتى قامت وكالة “موديز” بإعطاء تركيا تصنيف عالى المخاطر. وقد أصدرت العديد من الوكالات الدولية تقارير إقتصادية أشارت فيها إلى تراجع معدل الإنتاج الصناعى فى تركيا وإنخفاض معدلات النمو الإقتصادة وتراجع السياحة فى البلاد.
وقد أدت هذه الأحداث الى انخفاض حاد فى مستوى الليرة التركية مقابل سلة من العملات الرئيسية على رأسها الدولار الأمريكى واليورو , ولكن سرعان ما استعادة الليرة التركية عافيتها.
أهم الأحداث في أسواق المال والأقتصاد خلال عام ٢٠١٦
في عام ٢٠١٦ كان هناك أيضا بعض الأحداث الكبيرة على مستوى الشركات الكبرى ويعد أبرزها هو صفقة ليكند إن وأرتفاع القيمة السوقية لشركة نتيندو.
استحواذ شركة مايكروسوفت على لينكد إن في صفقة تخطت ٢٦ مليار دولار
في شهر ديسمبر، قامت «مايكروسوفت» بالاستحواذ على «لينكد إن» في صفقة تجاوزت أكثر من 26 مليار دولار أمريكي، لتصبح أكبر صفقة استحواذ تعقدها مايكروسوفت في تاريخها، وقد تجاوزت صفقة استحواذ مايكروسوفت على لينكد إن، قيمة استحواذ «فيسبوك» على منصة «واتس آب» في عام 2014، والتي بلغت قيمتها 19 مليار دولار.
لعبة بوكيمون جو تحدث ضجة عالمية كبيرة وتحقق مبيعات فلكية
إنتشرت لعبة بوكيمون جو بشكل واسع وعلى نطاق عالمى خلال هذا العام، ولن يقف الأمر عن عدد المشاركين فى اللعبة بل أن هذا سيفتح المجال نحو تطوير ألعاب الواقع الإفتراضى ومن المحتمل أن تظهر أجهزة للواقع الإفتراضى خلال العام القادم. حققت اللعبة أرباحًا تصل إلى 600 مليون دولار، في الفترة من يوليو وحتى سبتمبر، وحطمت بذلك كل الأرقام القياسية للإيردات.